خطبة عن (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
ديسمبر 17, 2025الخُطْبَةُ الأُولَى (خُذْ مَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح البخاري: (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ بِهَذَا»، وفي رواية لأبي داود في سننه: (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: (بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ فَقَالَ «إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ وَكَانُوا هَكَذَا». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ «الْزَمْ بَيْتَكَ وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ»، وفي رواية للإمام أحمد: (قُلْتُ مَا أَصْنَعُ عِنْدَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَخُذْ مَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهِمْ».
إخوة الإسلام
نحن اليوم نعيش في هذا الزمان، الذي تكاثرت فيه الفتن، وتشابكت فيه السبل، وتداخل فيه الحق بالباطل، حتى لم يعد كثير من الناس يميزون بين هُدى وضلال، ولا بين سنة وبدعة، ولا بين نص وهوى، ولا بين نور وظلام،
إنه زمان كثرت فيه الأصوات، وقلّت فيه البصائر، وارتفعت فيه الشعارات، وضعفت فيه المعايير، فصار الإنسان يسمع في اليوم الواحد أقوالا متناقضة، وآراء متضادة، ودعوات متعارضة، كل يدعي أنه على الحق، وكل يزعم أنه صاحب الفهم الصحيح.
وفي خضم هذا الواقع المضطرب، يبرز التوجيه النبوي الكريم، والكلمة الجامعة، والقاعدة المنجية، حين قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه: «خُذْ مَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ». وهذه النصيحة ليست انسحابا من الواقع، ولا هروبا من المسؤولية، ولا دعوة إلى السلبية، بل هي منهج حكيم، وضابط شرعي، يضع المسلم على الطريق الآمن، حين تكثر الشبهات، وتختلط الرايات.
فقوله صلى الله عليه وسلم: (خُذْ بِمَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ)، أي: تمسك بما ثبت يقينا، واستقر دليلا، ووضحت معالمه في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أجمع عليه سلف الأمة، وتلقته الأمة بالقبول جيلا بعد جيل،
(خُذْ بِمَا تَعْرِفُ): خذ التوحيد الخالص، خذ إقامة الصلاة، وخذ الصدق، وخذ الأمانة، وخذ العفة، وخذ بر الوالدين، وخذ العدل، وخذ مكارم الأخلاق، وخذ ما لا يتبدل بتبدل الزمان، ولا يتغير بتغير المكان.
(وَدَعْ مَا تُنْكِرُ): دع ما اشتبه عليك، وما لم يتضح دليله، وما أورثك ريبة في القلب، واضطرابا في النفس، وبعدا عن الطمأنينة، ففي سنن الترمذي: (قَالَ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ»، وفي صحيح مسلم: (عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ».
فدع ما يجرّك إلى الخصومة، أو يوقعك في الفتنة، أو يجعلك جسرا يعبر عليه أهل الأهواء، فإن كثيرا من الفتن لا تبدأ كبيرة، وإنما تبدأ فكرة، أو كلمة، أو تساهلا، أو إعجابا، أو متابعة، ثم لا يزال الشيطان بالعبد حتى يوقعه في المهالك، وفي الصحيحين: (أن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ «الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ. أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ. أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ»
أيها المسلمون
وقوله صلى الله عليه وسلم: (خُذْ بِمَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ): ففي زمن الفتن لا يطلب من المسلم أن يكون صاحب كل رأي، ولا متحدثا في كل شأن، ولا منخرطا في كل جدل، بل المطلوب منه أن يكون عبدا لله، يعرف حدوده، ويلزم غرز نبيه صلى الله عليه وسلم، ويحفظ دينه، ففي سنن الترمذي: (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ «أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ»، فخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، تكن على بصيرة من أمرك، وتسلم لك عقيدتك، ويثبت لك دينك، وتنجو بإذن الله من الفتن،
واعلم أنه من أعظم أسباب الضلال في زمن الفتن: الجرأة على الكلام بغير علم، وتصدر من لم يتأهل، وترك العلماء الربانيين، والاغترار بالكثرة، والانبهار بالشعارات البراقة، وتقديم العاطفة على الدليل، وقد حذرنا الله من ذلك فقال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ الأنعام:116، وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».
وموقف المسلم عند الفتن يقوم على أصول عظيمة: أولها: العلم، فلا عبادة بلا علم، ولا ثبات بلا بصيرة. وثانيها: الرجوع إلى أهل العلم الراسخين، الذين عرفوا الحق بدليله، لا بأهواء الناس. وثالثها: لزوم الجماعة، فإن يد الله مع الجماعة، والفرقة باب كل شر. ورابعها: ترك العجلة، فإن أكثر الزلل سببه الاستعجال. وخامسها: كثرة الدعاء، فإن القلوب بين أصابع الرحمن. فمن علامات المنهج الرشيد عند الفتن: أنه يعظم النصوص، ولا يقدم عليها رأيا ولا ذوقا. ويزن الأمور بميزان الشرع، لا بميزان الواقع. ويجمع ولا يفرق، ويصلح ولا يفسد، ويهدي ولا يضلل. أما أهل الفتن، فشأنهم إثارة الشبهات، وتكبير الصغائر ،وتتبع الزلات، وبث الشك، وإضعاف الثقة في الثوابت. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ التوبة:119.
واعلموا أن النجاة ليست في كثرة الكلام، ولا في تتبع الأخبار، ولا في الغرق في الجدل، وإنما النجاة في صدق التوجه إلى الله، وسلامة القلب، وصحة المنهج، فمن لزم تقوى الله وقاه، ومن اعتصم بحبله هداه، ومن توكل عليه كفاه، ومن صدق معه نجاه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (خُذْ مَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ): فقد كان السلف الصالح، إذا نزلت الفتن، لزموا بيوتهم، وحفظوا ألسنتهم، وأقبلوا على عبادتهم، وكانوا يقولون: “الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء، وإذا أدبرت عرفها كل الناس”. فليس كل ما يُقال يُسمع، وليس كل ما يُسمع يُتبع، وليس كل ما يُنشر يُصدَّق، فالعاقل من وقف عند حدود الله، والموفق من سلم دينه، والفائز من خرج من الفتن بقلب سليم.
أيها المسلمون
وموقف المسلم عند الفتن ليس موقف اندفاع ولا تهور، ولا موقف تردد ولا استسلام، بل موقف عبودية لله، واتباع للحق، وثبات على الصراط المستقيم. فعلى المسلم أن يلزم طاعة الله، ويكثر من ذكره، ويجدد توبته، ويصلح سريرته، فإن القلوب بين أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء. وعليه أن يحذر من تتبع الشبهات، فإنها خطافة، ويحذر من مجالسة أهل الأهواء، فإنها ممرضة للقلوب، ويحذر من الاستهانة بالذنوب، فإنها بريد الهلاك.
وعليه أن يتذكر دائمًا أن العبرة ليست بكثرة السالكين، ولا بضجيج الأصوات، ولا بشهرة الأقوال، وإنما العبرة بالحق أينما كان. فمن لزم التقوى، عصمه الله، ومن صدق مع الله، ثبته الله، ومن توكل على الله، كفاه الله، ومن اعتصم بحبل الله، نجاه الله. فالزموا الحق وإن كنتم قلة، واحذروا الفتن وإن زخرفت، وكونوا من عباد الله الذين قال فيهم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الأحقاف (13). وقال تعالى: {وَلا تَلْبَسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:42).
فيجب على المسلم أن يرفض خلط الحق بالباطل، والصدق بالكذب، والأدلة بالزخرف، كما نهى الله اليهود، فقال تعالى : (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (42) البقرة. ويجب على المسلم الثبات: فلا منطقة وسطى: فإذا لم تقف مع الحق، فأنت مع الباطل حتماً، فلا مكان للحياد في صراع الحق والباطل. وعليه بمواجهة الباطل بقوة: بالرد على أهل الضلال بثقة، وعدم تركهم ينتصرون في خطابهم، فالثبات هو نقطة التحول التي يبدأ بعدها الحق بالصعود والباطل بالنزول، وعليه بإظهار الحق والتصريح به ونصح العباد به، والحذر من الانزلاق، والحذر من التلبيس: فالباطل يتزين بالحق ليموه ويضل، مثلما فعلت بعض الطوائف، فعلى المسلم أن يحذر من هذا التلبيس، فلا يخاف سماع صوت الحق إلا من كان على الباطل، ولا ينطق به المنافق أو الذليل.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخُطْبَةُ الثانية (خُذْ مَا تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
وفي حال اختلاط الحق بالباطل، والتباس الأمور (وهي ما تعرف بالفتن)، أرشدت الشريعة الإسلامية المسلم إلى منهج محكم للتعامل معها، يتلخص في النقاط التالية: الاعتصام بالكتاب والسنة: فيجب الرجوع إلى الوحيين عند التنازع والاشتباه، فهما العاصم من الضلال. ففي الموطإ: (قال النبي ﷺ: «تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ». وعليه بالرجوع إلى الراسخين في العلم: فعندما تشتبه الأمور، يجب سؤال العلماء الربانيين، المشهود لهم بالتقوى والعمل، وعدم الخوض في النوازل بغير علم. وعليه بلزوم الورع وترك الشبهات: لقوله ﷺ كما في صحيح مسلم: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ»، وعليه بعدم الاندفاع وراء الشائعات أو الأحكام المتسرعة.
ويجب التثبت من الأخبار والمواقف قبل اتخاذ موقف، خاصة في أوقات الفتن. وعليه بالبعد عن التعصب والتحزب: فيكون مقياس الحق لديه هو “الدليل” لا الأشخاص أو الجماعات، فالحق لا يُعرف بالرجال، بل يُعرف الرجال بالحق. وعليه بالإكثار من العبادة، والالتجاء إلى الله: فالعبادة في وقت الاختلاط والفتن لها أجر عظيم، وهي تثبت قلب المسلم. ففي صحيح مسلم: (قال ﷺ: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» (والهرج هو وقت الاختلاط والقتل). وعليه بكف اللسان واليد: فإذا لم يتبين للمسلم وجه الحق يقيناً، فالأصل هو السلامة والكف عن الدخول في الخصومات أو القيل والقال، لئلا يقع في دم حرام أو عرض مسلم.
والمسلم عندما يعرف الحق وينصره، ويعرف الباطل وينكره، بما تحت يديه من الأسباب، عليه أن يستحضر جملة أمور من بينها: أن يأخذ بالأسباب دون استعجال النتائج؛ وألا يحقر في مسار التدافع بين الحق والباطل من المعروف شيئا، كمن يقل من جدوى المحاضرات، والندوات، والمقاطعات وما إلى ذلك؟، وأن يعلم يقينا أنه مأجور على أخذه بالأسباب المقدور عليها، بصرف النظر عن النتائج.
وعلى المسلم ألَّا يقف موقفًا متذبذبًا بين أهل الحق وأهل الباطل؛ محايدا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء؛ فإن ذلك من صفات المنافقين الذين قال الله فيهم: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ [النساء:143].
وعلى المسلم ألَّا يغتر بكثرة أتباع الباطل، قال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الأنعام 116، وعلى المسلم ألَّا يقنط ولا ييأس إذا أصاب أهل الحق نكبة، أو علا صوت أهل الباطل حينًا؛ فإن العاقبة للحق وأهله.
الدعاء
