خطبة عن (اتباع الهوى: أضراره وأسبابه وعلاجه)
مايو 13, 2025الخطبة الأولى (اللَّه يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (24) الأنفال
إخوة الإسلام
في هذه الآية الكريمة: يأمُرُ اللهُ عِبادَه المُؤمنينَ أن يَستَجيبوا بالطَّاعةِ للهِ وللرَّسولِ، إذا دعاهم الرَّسولُ إلى ما فيه صَلاحٌ وحياةٌ لِأبدانِهم وأرواحِهم في الدُّنيا والآخرةِ، وأن يَعلَموا أنَّ اللهَ يحجُزُ بين المَرءِ وقَلبِه إذا شاء، وأنَّه إليه تعالى مَصيرُهم يومَ القِيامةِ،
وسوف يكون لقاؤنا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ): فقد وردت في تفسير هذه الآية عدة تفسيرات متقاربة: ومنها: أن ذلك خبر من الله عز وجل، أنه أملك لقلوب عباده منهم، وأنه يحول بينهم وبينها إذا شاء، حتى لا يقدر ذو قلب أن يدرك به شيئًا من إيمان أو كفر، أو أن يعي به شيئًا أو أن يفهم إلا بإذنه ومشيئته، وهذا يعني أن الله تعالى له القدرة على تغيير مسار قلب الإنسان، ويمنعه من أن يميل إلى شيء معين أو يبتعد عنه، وفي هذا دليل على أن الله هو الذي يحكم على القلوب، وأن القلوب ليست مملوكة للإنسان نفسه، كما أن في هذه الآية تحذير للإنسان من التوكل على نفسه، وتذكرنا بأننا في حاجة إلى الله تعالى في كل أمر، بما في ذلك تغيير القلوب، وفي سنن الترمذي: (عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ «نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أَصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ». وفي مسند أحمد: (أن النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلاَبِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ. وَكَانَ يَقُولُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يَخْفِضُهُ وَيَرْفَعُهُ».
وقوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ): فيه بيان أن الله سبحانه وتعالى قريب من كل قلب، ولا تخفى عليه خافية، فإنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة لله ورسوله، أو أبطأتم عنها، فلا تأمنوا أن يعاقبكم الله بأن يحول بينكم وبين قلوبكم – أي: وبين ما تحبون – وهذا تحذير شديد للمؤمنين؛ أي: إياكم أن يعاقبكم الله بأن يحول بينكم وبين قلوبكم، فلا يمكنكم بعد ذلك الاستجابة، فعليكم بالمبادرة وبالاستجابة؛ لأنه لو لم تسارعوا بالاستجابة فأنتم على خطر؛ ومثله قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ [الصف:5]، ومثله قوله تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الأنعام:110]”.
أيها المسلمون
وفي قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ): قال ابن مسعود: “إن العبد لَيَهُمُّ بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه، فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإنه إن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير بقوله: سبَّني فلان، وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل”؛ فالمسلم إذا حضرت له فُرصةُ القُربة والطاعة، فالحزمُ كُلُّ الحزم في انتهازها، والمبادرة إليها، والعجزُ في تأخيرها، والتسويف بها.. ولا سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكنه من أسباب تحصيلها، فإن العزائم والهمم سريعةُ الانتقاض قلَّما ثبتت، والله سُبحانه يُعاقب مَنْ فتح له بابًا من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يُمكنه بعد من إرادته عقوبةً له.
وقال الله تعالى: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) [الأنعام:110]، يعني: جزاء على عدم إيمانهم حينما طرق أسماعهم أول مرة، فعاقبهم بتقليب القلوب، فلم تعد هذه القلوب محلًّا قابلاً للهدى، ولم تعد صالحة للاستجابة لله، ولرسوله – عليه الصلاة، والسلام – كما قال الله تبارك وتعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) [الصف:5] وقال تعالى: (فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ) [الأعراف:101]، فالعبد ينبغي أن يهتبل الفرص، وأن يقبل عليها، وأن يفرح، وأن يغتبط بأفضال الله تعالى وألطافه، التي ساقها إلى بابه، قال تعالى: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء) (125) الأنعام.
أيها المسلمون
وتقلُّب القلوب من الأمور العجيبة، فالقلوب أمرها ليس بيد العباد، وإنما بيد رب العباد، فهو الذي يقلبها، ويصرفها كما يشاء؛ وذكر أن من دعاء الراسخين في العلم أنهم كانوا يقولون: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران :8]. وفي مسند أحمد: (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلاَباً مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْياً». فالقلوب سريعة التقلب، وهي أسرع تقلبًا من القِدر إذا اجتمعت غليانًا،
وكثيرًا ما نسمع عن إنسان كان صالحًا ثم انحرف، أو كان مستقيمًا ثم انتكس، أو كان من الصالحين، من المحافظين على الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد، وإذا به تتغير أحواله، وإذا به ترق الديانة عنده شيئًا فشيئًا، ويظهر ذلك عليه في سمته، وفي عبادته، وفي سلوكياته، ثم يتساءل الناس، ما الذي جرى لفلان؟، نقول: إنّ قلب الإنسان ليس بيده، هذا الذي حصل لهذا الإنسان قد يحصل لأي واحد منا؛ لأن القلب سريع التقلب، وقلوب العباد بيد أصبعين من أصابع الرحمن يُقلّبها كما يشاء.
فعلى المسلم أن يتضرع إلى الله سبحانه في أن يثبته على طريق الهداية، وأن يثبت قلبه على دينه، وأن يصرف قلبه على طاعته؛ ولهذا في كل ركعة نصليها من كل صلاة فرضًا كانت أو نافلة ندعو الله تعالى بالدعاء العظيم: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة:6]، دعاء بالهداية، أن يهدينا الصراط المستقيم، طريق الهداية، طريق الحق (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة:7] وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، وحسن أولئك طريقًا، (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة:7]، أي ليس صراط المغضوب عليهم، ولا صراط الضالين، وإنما صراط الذين أنعم الله عليهم.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (اللَّه يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن المعلوم أن لتقلب القلوب أسبابها: ومن أسباب تقلب القلوب: ما أشار إليه المقداد حين قال: “ألا إن السعيد من جُنِّب الفتن” قالها ثلاث مرات، وهو يشير بهذا إلى أن ورود الفتن على القلوب من أسباب تقلب القلوب، وهذا المعنى تشير إليه هذه الآية: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال:24] ثم قال ربنا سبحانه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال:25] ففيها إشارة إلى أن من أسباب تقلب القلوب ورود الفتن على القلوب، وفي صحيح مسلم: (قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ».
وَقد رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ، إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ». فمع تقلب القلوب وزيغها، فإننا نحتاج إلى أن نتعرف على أسباب ثبات القلوب: فمن أعظم الأسباب، ما أشار إليه الله في قوله تعالى: (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران:7-8]، فهذا الدعاء من الأدعية العظيمة، التي ينبغي أن تكثر منها، فتدعو الله بالثبات، ففي سنن النسائي: (عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِي صَلاَتِهِ « اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ وَالْعَزِيمَةِ عَلَى الرُّشْدِ وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ». ومن أسباب ثبات القلوب: الاستجابة لله وللرسول، فاحذر أن تعرض عنه، فإن هذا الإعراض قد يكون سببًا لزيغ القلب، ومنها: تقوية شجرة الإيمان في القلب، فإن الإيمان لا يكون على وتيرة واحدة، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وإذا تعاهد الإنسان شجرة الإيمان فإنها تنمو وتزيد، وإذا لم يتعاهدها فإنها تضعف، ومنها: تدبر القرآن تلاوة واستماعًا، كما قال ربنا سبحانه: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) [الأنفال:2] فدل هذا على أن من أسباب زيادة الإيمان: الاستماع للقرآن. ومن أسباب زيادة الإيمان: الإكثار من ذكر الله سبحانه؛ لأن الإنسان إذا أكثر من ذكر الله تعلق قلبه بالله، وضعف تعلق قلبه بالدنيا، جاء رجل إلى الحسن البصري وقال: يا أبا سعيد: إني أجد قسوة في قلبي فما العلاج؟ فقال له الحسن: (أذِب قسوة قلبك بكثرة ذكر الله)، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الأحزاب:41-42]. ومن أسباب ثبات القلوب: الصحبة الصالحة، فالإنسان يتأثر بالصحبة، ويتأثر بمن يجالسه، وفي الصحيحين: (عَنْ أَبِى مُوسَى – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً»، ومن أسباب ثبات القلوب: طلب العلم؛ لأن الإنسان بالعلم يتقي فتن الشبهات، وأيضًا يتقي فتن الشهوات؛ لأن الإنسان مهما كان عليه من القوة في العبادة لا يمكن أن يعبد الله كما يحب الله إلا عن طريق العلم؛ وفي الصحيحين: (أن النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِى الدِّينِ)، ومن أسباب الثبات: قيام الليل، قال تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) [المزمل:2-4].
الدعاء