خطبة عن (إِنَّ الْخَيْرَ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِالْخَيْرِ)
أغسطس 5, 2025الخطبة الأولى (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (88) هود.
إخوة الإسلام
ما من نبي أو رسول بعثه الله إلى قومه، إلا وجاء لإنقاذهم من أنواع الجهل والضلال، وانتشالهم من أشكال الفساد والانحلال، وعمل بفضل الوحي الإلهي على إصلاح ما فسد من أوضاعهم ، وتقويم ما اعوج من أحوالهم، الدينية، والاجتماعي، والاقتصادية، وعلى العودة بهم إلى سلوك طريق الجادة والاستقامة، والتزام السير بهدي المرسلين، ليسعد الفرد، وتسعد الأمة جمعاء، في كل عصر وجيل، وفي كل ميدان من الميادين، ولهذا كان شعار نبي الله شعيب -عليه السلام-: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)، وهذا يجب أن يكون شعارا لكلِّ مصلحٍ صادقٍ مخلص،
ونبي الله شعيب (عليه السلام)، أو (خطيب الأنبياء) كما أطلق عليه، كانت قصته مع قومه نموذجاً من تلك المعارك الإصلاحية، حيث كانت تدور حول فساد اقتصادي، انتشر وساد، حتى عُرفت قرية (مَدْيَن) بالغش، والاحتيال التجاري بكافة أشكاله، بالإضافة إلى ذلك كانوا يقطعون الطريق، ويخيفون المارة، ويبخسون المكاييل، والموازين، ويطففون الكيل، فيأخذون بالكثير، ويدفعون بالقليل، وكانوا مكّاسين، لا يدعون شيئاً إلا مكسوه – أي فرضوا عليه الضرائب، ولما نهاهم نبي الله شعيب عن الفساد، ودعاهم إلى الاصلاح في الكيل والميزان، وترك الغش والاحتيال، والنصب على عباد الله، اعتبروا دعوته لهم نوعاً من الرغبة في إدارتهم، والتحكم فيهم، أو تغيير معتقداتهم، التي ورثوها عن آبائهم الأولين، فما كان منهم إلا أن دخلوا معه معركة كلامية، ليس هدفها إلا العناد، والمحافظة على مكاسبهم غير المشروعة،
أيها المسلمون
وقوله تعالى: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (88) هود. فهذه الآية من كتاب الله العزيز، هي آية جامعة لمعانٍ متعلقة بخطاب الإصلاح، وتتضمن خطاباً رفيع المستوى من شعيب (عليه السلام) لقومه، فقد بدأت الآية برد شعيب (عليه السلام) بعد أن قال له قومه “إنك لأنت الحليم الرشيد”، سخرية أو استنكاراً، أن يدعوهم إلى ترك عبادة غير الله، وترك تطفيف الموازين؛ فكان رده متجاوزاً تلك الإساءة، ومترفقاً بقومه، وهذا النوع يسمى (استدراج المخاطب) عند أرباب علم البيان، وهو نوع لطيف، غريب المغزى، يتوصل به إلى بلوغ الغرض”.
وقوله عليه السلام: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ): أي قدر استطاعتي، أريد أن أبذل لكم النصيحة، لإصلاح فساد ما أنتم فيه: من فساد العقيدة، وفساد المعاملات، فما أريد إلا الإصلاح العام فيما آمر به، وفيما أنهى عنه، ما دمت أستطيعه ; لأنه أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وليس لي هوى، ولا منفعة شخصية خاصة بي فيهما، فدعوته لا يرجو من ورائها منصباً، ولا مصلحة دنيوية كما يتصورون، لا يريد سوى إصلاح الواقع الفاسد لمجتمعه، كي يضمن لهم عاقبة حميدة في الدنيا قبل الآخرة،
ولكن حين تفرغ النفوس من العقيدة القويمة، وتتخلى عن القيم الرفيعة، والمُثل العالية؛ فإنها تقبع على الأرض بمصالحها القريبة، وقيمها الدنيا؛ فلا ترى حرمة يومئذ لدعوة كريمة، ولا لحقيقة كبيرة؛ ولا تحرج عن البطش بالداعية، إلا أن تكون له عصبة تؤويه؛ أو قوة مادية تحميه، أما حرمة العقيدة والحق والدعوة، فلا وزن لها، ولا مكانة في تلك النفوس الفارغة الخاوية،
والعلماء المتفقهون في الدين، والدعاة المخلصون، ورجال الفكر من المثقفين، والمفكرون المتبصرون، الذين لا يخلو منهم زمان، ولا مكان، في عهد من عهود الإسلام، كانوا ينادون دائما بإصلاح أحوال شعوبهم وبلادهم، ويدعونهم إلى ذلك، ويحثون عليه، ويسعون جهد استطاعتهم، وإمكاناتهم، لتحقيق ذلك، في كل أمر من أمور المسلمين، ويأتي ذلك بالنداء بالإصلاح، والتوجيه إليه، والأمر به، فيكون لتقبله أثره الحميد في التنبيه والتذكير، واستنهاض العزائم والهمم، للعمل يدا في يد، وبكل حزم وعزم، فيضمن للفرد والمجتمع بأكمله السلامة، ويصل به إلى الهدف المنشود، فقوله: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ): فهذه مهمة كل داعية، وكل مؤمن مكلّف، (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) فهذا زاده في الدعوة، (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) فيه التبرؤ من الحول والقوة، وحسن التوكل على الله، والإخلاص، وهو الأساس في أداء المهمة، وقبولها عند الله عز وجل، والداعية والمصلح قد لا يصل إلى نهاية الطريق، ولكن، يكفيه شرفا أن يموت عليه، فالأخذ بأسباب الدعوة والإصلاح والجهاد واجبنا، ولكن الهادي والناصر والموفق هو الله سبحانه وتعالى.
أيها المسلمون
وقوله (عليه السلام): (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ): ففي ذلك تحقيق لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود: (عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»، وقوله صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ». وقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
أيها المسلمون
والمتدبر لقوله: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ): فمجالات الإصلاح في الاسلام متعددة وكثيرة ومتشعبة، فمن مجالات الإصلاح التي عرضها القرآن الكريم: أولاً: الإصلاح في العقيدة: فالعقيدة هي ما يجزم به الإنسان، ويعتقده، ويتيقنه في قرارة نفسه؛ فإن كان هذا الاعتقاد موافقاً للحق، مطابقاً للواقع، فهي عقيدة صحيحة، وإن كان مخالفاً للواقع، فهي عقيدة فاسدة، والعقيدة هي أساس بناء المجتمعات؛ فإن كانت عقيدة أفراد المجتمع سليمة، صار مجتمعاً قوياً سليماً متماسكاً، وإن كانت عقيدة أفراده منحرفة، صار مجتمعاً متفككاً منهاراً، والعقيدة السليمة الصحيحة تعصم الدم والمال، والعقيدة الفاسدة، تهدر الدم والمال، قال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:88). وفي الصحيحين: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ الْجَمَاعَةَ»،
فالعقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين، كما قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف:110). وأرسل الله سبحانه رسله دعاة إلى التوحيد، وإخلاص الدين، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء:25). فكان كل نبي يدعو قومه إلى إصلاح العقيدة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس إلى إصلاح العقيدة، ويَقُولُ لقومه «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا» رواه أحمد، وفي الصحيحين: (قَالَ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن مجالات الإصلاح التي عرضها القرآن الكريم: الإصلاح في الأخلاق: فالإسلام يدعو إلى إصلاح النفس، والتخلص من أمراضها، وهذا يحتاج إلى جهد يبذل، كما يحتاج إلى صبر على مشقات الطريق، أما اتباع الهوى، وما تمليه النفس الأمارة بالسوء، فإنه سهل ميسور ؛ولذلك كانت الاستجابة للشيطان كثيرة، ووجد دعاة الحق صعوبة في الدعوة إلى الله تعالى، والشرع الحكيم قد عظَّم حسن الخلق في صور وأساليب كثيرة، فقال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (159) آل عمران، وفي صحيح مسلم: (عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ». فليس من مقتضى الإيمان أن تلزموا المساجد والصوامع، بل إن الإيمان أن تهذبوا نفوسكم، وترهفوا وجدانكم، وتشعروا بمراقبة ربكم، لتكون دنياكم فاضلة، ويكون تعاملكم وأخلاقكم حسنة، فقد اتَّفق العلماء والحكماء أنَّ فساد الأخلاق يُخرج الأمم عن أن تكون قابلة للخطاب، وأنَّ معاناة إصلاح الأخلاق من أصعب الأمور، وأحوجها إلى الحكمة البالغة، والعزم القوي، وذكروا أنَّ فساد الأخلاق يعمُّ المستبدَّ، وأعوانه وعماله، ثمَّ يدخل بالعدوى إلى كل البيوت، ولا سيما بيوت الطبقات العليا التي تتمثَّل بها السفلى. وهكذا يغشو الفساد، وتمسي الأمة يبكيها المحبُّ، ويشمت بها العدو، وتبيت وداؤها عياء يتعاصى على الدواء، لذا، كان ما دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجه: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ. وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ».
ومن مجالات الإصلاح التي عرضها القرآن الكريم: الإصلاح بين الناس: قال ابن حجر: “الصلح أقسام: صلح المسلم مع الكافر، والصلح بين الزوجين، والصلح بين الفئة الباغية والعادلة، والصلح بين المتغاضبين، كالزوجين، والصلح في الجراح، كالعفو على مال، والصلح لقطع الخصومة، إذا وقعت المزاحمة في الأملاك أو في المشتركات”.
وقال ابن قدامة: “الصلح معاقدة يُتوصل بها إلى إصلاح بين المختلفين، ويتنوع أنواعاً: صلح بين المسلمين وأهل الحرب، وصلح بين أهل العدل وأهل البغي، وصلح بين الزوجين إذا خيف الشقاق بينهما”. وهذا الإصلاح قد يكون فرديًّا، وقد يكون جماعيًّا؛ فالفردي كالإصلاح بين اثنين، أو زوجين، أو أخوين. ومن الإصلاح الجماعي: الإصلاح بين قبلتين، أو حزبين، أو جماعتين، أو دولتين، أو شعبين. وقد يجمع بينهما مثل: الإصلاح بين الإمام والمأمومين، والإصلاح بين الراعي والرعية.
الدعاء