خطبة عن (يَوْمُ الْفُرْقَانِ)
يونيو 14, 2025خطبة عن (الحافظ الحفيظ) مختصرة
يونيو 14, 2025الخطبة الأولى (آثار الإيمان بالله الحفيظ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ يوسف:64.
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع: آثار الإيمان باسم الله تعالى “الحفيظ الحافظ” في حياة المؤمن وأولها: فلابد أنَّ نكون موقنين أن الحافظ من الأمراض والمهالك والأعداء هو الله سبحانه وتعالى، وليست التمائم أو الحفاظات، أو الكتب والحجب، أو الخرزات، ولا غيرها، فمن فعل ذلك فقد اعتقد أن غير الله يحفظه، وخالفت أفعاله أقواله، ففي مسند أحمد: (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلاَ أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلاَ وَدَعَ اللَّهُ لَهُ» وفيه: (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً أُرَاهُ قَالَ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ». قَالَ مِنَ الْوَاهِنَةِ قَالَ «أَمَا إِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاَّ وَهْناً انْبِذْهَا عَنْكَ فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِىَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَداً»، فإذا سألت أحدهم: هل تؤمن بأن الله هو الحافظ الحفيظ، لأجابك بنعم، فإذا سألته لم تعلق هذه التميمة أو الكتاب والحجاب في يدك، لقال لتحفظني من السحر والعين والحسد، ولتجلب لي الحظ السعيد، فنقول لهؤلاء، هذا هو الشرك بعينه، ففي سنن أبي داود: (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ»، والله تعالى يقول: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (65)، (66) الزمر،
وإيمانك بالله الحافظ الحفيظ يتطلب منك أن تحفظ فرجك وجوارحك، قال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) (النور:30)، وفي صحيح البخاري: (عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ»، وفي مسند أحمد: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ». قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحِى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ «لَيْسَ ذَلِكَ وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحَى مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ»،
وإيمانك بالله الحافظ الحفيظ يتطلب منك أن تحفظ السّمع والبصر والفؤاد، قال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء :36). ومما أمر الله بحفظه الأيمان، أي اليمين، فقال تعالى: (وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ) (المائدة:89)، فكثيرٌ من الناس يتساهل في الحلف والقسم، وقد تلزمه الكفارة وهو لا يدري، فيقع في الإثم لعدم حفظه لأيمانه،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (آثار الإيمان بالله الحفيظ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
وهناك أسباب لحفظ الله لعبده المؤمن ومنها: أن العبد إذا حفظ أوامره بالامتثال، وحفظ نواهيه بالاجتناب، وحفظ حدوده بعدم تعدِّيها ،يحفظه الله تعالى في نفسه، وفي دينه، وفي ماله، وفي ولده، وفي جميع ما آتاه الله من فضله، ففي سنن الترمذي :قال صلى الله عليه وسلم: (احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْك، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك)،
ومن أسباب حفظ الله للعبد: الدعاء؛ فإذا ضاقت عليك الأرض وكثرت المخاطر؛ فارفع يديك إلى السماء وقل: يا حفيظ احفظني بحفظك ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: 64]. فعلى المسلم أن يدعو الله تعالى أن يحفظه من كل سوء، ففي مسند أحمد: (أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي»، وفي المستدرك للحاكم :(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: (اللهم احفظني بالإسلام قائما واحفظني بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام راقدا ولا تشمت بي عدوا حاسدا واللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك)
ومن أسباب حفظ الله للعبد: أن يستودع الله نفسه وأهله وماله وولده، ففي مسند أحمد: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُوَدِّعُنَا فَيَقُولُ « أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ»، وفيه أيضا: (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا اسْتُودِعَ شَيْئاً حَفِظَهُ»، ومن أسباب حفظ الله للعبد: المحافظة على الأذكار الواردة في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، فالذِّكْرُ بلا شك حصنٌ حصين، وحِرْزٌ مكين، لا يدرك أهميته إلا ذوي البصائر؛ قال ابن القيم رحمه الله: “أذكار الصباح والمساء بمثابة الدرع، كلما زادت سماكته، لم يتأثر صاحبه، بل تصل قوة الدرع أن يعود السهم فيصيب من أطلقه”، ويقول ابن عثيمين رحمه الله: “أذكار الصباح والمساء أشدُّ من سور يأجوج ومأجوج في التحصُّن، لمن قالها بحضور قلب”. فاللهم يا حافظ يا حفيظ أحفظنا بحفظك، وتولنا بولايتك، وارحمنا برحمتك، واهدنا بهدايتك،
الدعاء